31.3 C
Jakarta
Array

قبول عودة الداعش السابقين إلى إندونيسيا؛ موافق أم لا؟

Artikel Trending

قبول عودة الداعش السابقين إلى إندونيسيا؛ موافق أم لا؟
Dengarkan artikel ini
image_pdfDownload PDF

في نهاية عام 2018، قال وزير الدفاع الإندونيسي ’ريامزارد رياثدو’ أن هناك 700 من مقاتلي الدولة الإسلامية عراق وسوريا (داعش) من إندونيسيا. إن حركة الداعش ساحرة جدا، على الأقل أن الداعش قد اجتذب كثيرا من الأشخاص. انطلاقًا من روح الدفاع عن دين الله وإقامة الخلافة، فإنهم قد استعدوا لترك السلام والجمال في إندونيسيا للإنضمام إلى الداعش، والقتال في سوريا والعراق

للإختصار، تبدو خطواتهم شجاعة ونبيلة. شجاعة لأنه يجرؤ على القتال. نبيلة  لأنه يشارك في القتال مع “المجاهدين” في جميع أنحاء العالم للدفاع عن دين الله وإعلاء كلماته. وبسبب الغطرسة، قال معظمهم إن إندونيسيا ليست مناسبة لمكان الحياة وإنهاء الوقت المتبقي يعني الموت

من الناحية الإيديولوجية، فإن السبب الرئيسي أن خلفية انضمامهم إلى الداعش هو أنهم يريدون العيش التي تطبق الشريعة الإسلامية كافة. وهم يعتقدون أن الداعش أو الدولة الإسلامية تتفق مع النبوة بخصائص التالية: أولاً، الدولة الإسلامية اوالخلافة الإسلامية هي التي تطبق الشريعة الإسلامية كما اتفق كثيرا من الأحاديث النبوية. ثانياً، أبو بكر البغدادي من سلالة قريش. وثالثا، أن الداعش ولد في الشام. هذه الخصائص أخذوها كثيرا من الأحاديث النبوية، علي سبيل المثال: “كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ” رواه مسلم

رابعًا، ولد داعش في الأوقات التي خرجت فيها علامات من أخر الزمان، مثل وقوع حرب كبير (الملحمة الكبري)، والآن دخلت المرحلة الخامسة من الحياة، وجف نهر الفرات، إلخ، وأصبح العرب أغنياء، إلخ. و الإعتماد على العلامات الموضحة في كثير من الأحاديث عن أواخر الزمان وولادة الخلافة الإسلامية

هناك أسباب أخرى من الداعش لأنه خدع من قبل دعايته مثل الرغبة في العيش بسلام، وجميع حياتهم مضمونة، والتعليم المجاني، والصحة المجانية، وسهولة الحصول على وظيفة، والحصول على راتب الشهري من الدولة، وغيرذلك من الإغراءات المغرية

سبب آخر يرون أن إندونيسيا هي بلاد كافر وطاغوت، فيه ظلمات وما أشبه ذلك. من هنا، أصبحت الهجرة هي الخيارة الرئيسية. فصاروا انضموا مع الداعش ويعتقدون أنه قادر على تحقيق إرادتهم، وهي إقامة الخلافة العادلة السليمة المزدهرة بالبركات. ولكن في الحقيقة، الأشخاص الذين تركوا إندونيسيا بسبب مشروعية الهجرة  قد وجدوا أن الداعش قد طبق نظامًا مختلفًا تمامًا عما تخيلوه، اي لا يوجد شيئ كله كذب

هم كمثل “من يشرب البصق الخارج من فمه”. كيف لا؟ الآن، قد طلبوا مقاتلو الخلافة الإندونيسية الرحمة الي حكومة الإندونيسية. حدث هذا الأمر لأنه قد تم هدم أساس قوة الداعش في الرقة (اسم منطقة في سوريا) حتى انخفض, وهدمت الخلافة مباشرة

الظروف الصعبة والمكربة تصيبهم. إنه واضح! بعضهم الناجين من الموت يعني أنهم لا يزالون على قيد الحياة يريدون العودة إلى وطنهم (إندونيسيا)، خاصة للذين ولدوا في إندونيسيا

تنشأ المشكلة عند هذه النقطة. أصبح المتعاطفين من الداعش السابقين مثل ثمرة “سيملاكاما” لبلاده الأصلي (معناه كل ما يحويه خطأ). كيف لا؟ إذا قبلت الحكومة الإندونيسيا عودة الداعش إلى وطنهم فسوف يطلع الخطر في البلاد بلا شك. بل إن البلاد الذي يستقبل عودة الداعش السابق يشبه ’من يحفر قبره’ لأنه من الممكن أن يوزع حتى يبعث الخلايا الإرهابية في كل بلاد. لكن إذا تُرِكوا وحدهم هذا مخالف جدًا للحقوق الإنسانية. هذا هو المجال الذي وصلت إليه معضلة كبيرة

 ! إحذر

يجب مراقبة عودة مقاتلي الداعش السابقين، على الأقل لأنهم سيحضرون ثلاثة أشياء. أولاً، أيديولوجية الإرهاب. أن أيديولوجية بشكل عام معناها مجموعة من الأفكار والآراء التي تشكل طريقة تفكير الشخص وخطواته. في لغة الفيلسوف المعاصر “رينيه ديكارتس” (1596-1650 م) أن الأيديولوجية هي جوهر جميع الفكر الإنساني. وبممارسة العملية تم “ترقية” الإيديولوجية إلى الإعتقاد

لذا، تصبح إيديولوجية الإنسان مهمة جدًا لأنها تؤثر العقل وحركاته. إذا انضم شخص إلى الإيديولوجية المعينة فستكون أفكاره وحركاته موافقًا للإيديولوجية المعتمدة اليه

وبالتأكيد أن مقاتلي الداعش السابقة ورثت أيديولوجية الداعش، بل أن أيديولوجيتهم أكثر ثخانة و تشددًا. كما ذُكِر من قبل فإن الداعش تتمسك بأيديولوجية تطرفية. والحقيقة لا شك أن الداعش توجه إلي أيديولوجية تطرفية

على الرغم أن المنطقة التي تسيطرها الداعش أصبحت هادمة  يعني أن مركز قيادة حركة الداعش قد تم تدميرها ولكن وجوده مازال تهديدًا. كما قال رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” ينشأ هذا التهديد عن الإيديولوجية التي جلبوها من قبل

إذا، عندما تقبل الحكومة الإندونيسية عودة الداعش السابقة فاعلم أن هناك ستشكل تهديدًا حقيقيًا لإندونيسيا لأن هذه المجموعة المتطرفة ستنشر أيديولوجيتها، بل يمكنها أن توقظ خلايا الداعش الأرخبيلي. طبعا نحن لا نريد ذلك. ولا تنسى الآن إن هذه الفرقة معروفة جيدًا بتلفيق المقالات بطريقة كثيرة, حتي تجعلها تبدو أيديولوجيتها ساحرة

ثانيا، المهارات العسكرية. وفي تاريخ الفرقة الإرهابية خاصة مثل “داعش” لديها أنشطة الإستراتيجية مثل التدريب العسكري, لأن أساس حركتهم هو الحرب والصلابة. لذلك إذا كان شخص انضم إلى داعش فعلى الأقل يفهم كيفية الحرب (عسكري). لا عجب في عودة الداعش السابقة إلى إندونيسيا لديهم مهارات العسكرية. هذه المعرفة والمهارة التي تقلقنا عندما يعود الداعش السابق إلى إندونيسيا

ثالثا، التواصل مع الإرهاب العالمية. استنادا الي النظرية التي أطلقها ’برونو لاتور’ “عالم الاجتماع الفرنسي” و”عالم الأنتروبولوجيا (علم الأنسان)”, قال أن التواصل الإرهابية لها جذور قوية لأن هناك ممثلين ومترجمين ووسطاء بحيث ان تكون التواصل الإرهابية اليوم بمثابة دائرة الشيطان التي تصعب كسرها

منذ زمن طويل،  قد أقامت الجماعات الإرهابية الإندونيسية علاقات مع مجموعات الإرهابية العالمية، خاصة مع طالبان التي سيطرت على جزء كبير من أفغانستان حتى الآن. وكشف “فولتاك فارتوغي” (جاكرتا، 25:2018)، وهوالمحقق الأول عن قضايا العلاقات الدولية في الجامعة الإندونيسية أن الداعش له علاقات قوية مع المنظمات في إندونيسيا، مثل “الجماعة الأسلامية” و “الجماعة أنصار الدولة”. هذه المهمة في إقامة الخلافة في العالم وخاصة في جنوب شرق آسيا كانت على ما يبدو بمثابة استمرار للجهود المبذولة لتحقيق إدراك الخلافة الفاشلة

وبالصراحة، أن مقاتلي الداعش السابقة حملت الإيديولوجية والمهارات العسكرية وشبكات الإرهابية إلى إندونيسيا، ستكون تحديًا كبيرًا أو مصدر إلهام للمحققين الإندونيسيين وتجعل التواصل الإرهاب في إندونيسيا أقوى. وفي هذا المنظور، يعارض كثير من الناس عن عودة مقاتلي الداعش السابق

فيما يتعلق بالمقاتلين السابقين الذين ذهبوا إلى خارج البلاد للانضمام إلى المجموعة الإرهابية العالمية، ثم عاد إلى منزله وأصبح مفجرا في بلاده. وهناك كثير من الأمثلة. كما كشف النقاد الإرهابي “سِدرَاتحت مختار” قال في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي تم إرسال 1000 جندي إندونيسي  (المقاتلي الإرهابيين للأجانب) إلى أفغانستان للانضمام إلى طالبان، ثم عاد حوالي 200 شخص إلى إندونيسيا

هذه الأشخاص الذين أصبحوا إرهابيا في إندونيسيا، مثل عمر فاتيك والإمام سامودرا وعلي عمران وناصر عباس. هذا القول مناسب مع “فلتاك فرطاغي”  الذي يتم الإعلان عنه في كتابه بعنوان “خلافة الداعش في جنوب شرق آسيا” فستاكا أبور, 2018

سياسات بعض البلاد الي المقاتلي الإرهابيين للأجانب

لكل دولة سياسة خاصة في معاملة مواطنيها المتورطين في عملية الإرهابية. السياسات المختلفة على النحو التالي:

أستراليا. أعادت الحكومة الأسترالية 8 أطفال لمواطنيها من سوريا. ومع ذلك، طبقت أستراليا سياسة لإعادة تطبيق حالة الجنسية الأسترالية للمواطنين الذين يرغبون في العودة إلى أستراليا (النساء والأطفال) مع آليات تشمل التحقق والقبول

يوليو 2019 تقدم أستراليا القانون ينظم المنع على عودة أتباع الداعش في العراق وسوريا إلى أستراليا. هذه الخطة القانونية تعطي الأمور الخاصة إلي وزير الداخلية لإصدار أوامر خاصة لمنع أتباع الداعش من العودة إلى أستراليا

اليريطانيا. من خلال متحدث باسم رئيس الوزراء، أكدت اليريطاني علي أن أعضاء الداعش يجب عليهم المحاكمة من حيث أين تم القبض. ومع ذلك، فإن الحكومة البريطانية تعامل بشكل مختلف عندما يتعلق بالأطفال. فيما يتعلق بالأطفال، تتخذ خطوات بشأن كيفية إعادة الأطفال البريطانيين. وبالنسبة لأعضاء الداعش البالغين إلغاء الجنسية

فرنسا. قيل إن الحكومة الفرنسية تعاملت مع الداعش السابق بجد. بل أنهم رفضوا بشكل قاطع إعادة الداعش السابقين الذين يقدر عددهم نحو 150 شخصًا في سوريا. ومع ذلك، تطبق الفرنسا بنفس الخطوات المطبقة مع بلدان أخرى مثل أستراليا والبريطانيا، وهي تحديد أولويات معاملة النساء والأطفال

الدنمارك. تميل الحكومة الدنماركية إلى موقف شديد. وهذا يظهر من خلال الخطوات التي ستؤدي إلى إلغاء جنسية الداعش السابقة. يستند هذا القرار إلى مشروع قانون صاغته الحكومة في مارس 2019. ولن يُمنح لأطفال مقاتلي الداعش المولودين في الخارج الي ان يأخذ الجنسية الدنماركية

خطوة الإنقاذ

صحيح ما قاله الرئيس السابق للوكالة الوطنية لمكافحة الإرهاب (أنشد إمباي). قال من خلال إحدى وسائل الإعلام الوطنية ، أنهم يدعمون الداعش، لكنهم تعرضوا للغش. علي كل حال، لا يمكن إنكار عودتهم وألقواهم في البحر

رفض الداعش السابق للعودة إلى إندونيسيا ليس من الخطوة الحكيمة. قبولهم كمواطنين إندونيسيين بشكل عام ليس صحيحًا أيضًا. لا تحتاج الحكومة إلى البدء قبل أن تتوفر جميع البرامج في إندونيسيا مثل برنامج التدريب, إزالة التطرف وما أشبه ذلك

إذا اضطرت إندونيسيا إلى إعادة الداعش السابقين إلى إندونيسيا، فينبغي إعطاء الأولوية للأطفال والنساء. مع الشروط والتقييم الصارمة في سوريا. يجب أن يكون التقييم صارمًا وصحيحًا لأن عددًا من الأطفال والنساء في إندونيسيا أصبحوا إرهابيين، مثل ما حدث في سورابايا وسي بولجا وجزيرة جولو في الفلبين

(Ridwan Bahrudin)

Mengenal Harakatuna

Artikel Terkait

Artikel Terbaru